في شهر ربيع الآخر من عام (1400) التقيت الدكتور محمد مهدي رئيس جمعية العلاقات العربية الأمريكية وكنت وقتها مسؤولاً عن تحرير مجلة المبتعث بأمريكا، فأجريت معه حواراً نشر في المجلة، وحمل غلاف العدد عنوان «الإعلام الأمريكي ودوره في تشويه الحقائق العربية» والسبب كما هو معروف آنذاك هو نشاط اللوبي الصهيوني ضد المملكة، استغلالاً لأزمة الوقود التي دفعت بأسعاره عالياً، خاصة بعد تحرير الشراكة في إنتاج البترول السعودي لتصبح منذ ذلك الوقت شركة أرامكو سعودية بالكامل، الأمر الذي مكن المملكة من النهوض والتخطيط لمستقبل أفضل في كل شؤون حياتنا، وما كان يغيظ الأعداء حينه قوة العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة.
وقال الدكتور محمد مهدي جملة أستعيرها لعنوان هذا المقال «الأسماع الأمريكية ليست صماء! فلتسمع أصواتنا!» كما تحدث عن كيفية التواصل مع قادة أمريكا وشعبها وقدم نصائح مفيدة، وطالب ألا نتوانى عن قرع الطبول في الإعلام الأمريكي، فبالمال والرجال تتحقق المعجزات، وكفرد أمريكي من أصل عربي اجتهد في جمعية العلاقات العربية الأمريكية، وأصدر مؤلفات أبرزها كتابه «شعب تحت القيد» ويقصد به الشعب الأمريكي الذي تخضع إدارته ومؤسساته التشريعية والإعلامية للتأثير الصهيوني وذلك رداً على كتاب لمؤلف أمريكي يناصب العرب العداء عنوانه «شعب من الغنم».
ومعايشة لواقع اليوم وكثرة أساليب التحايل ووسائط الاتصال الجماهيري الحديثة عادت بي الذاكرة إلى ذلك الحوار، وقلت في نفسي: ما أشبه الليلة بالبارحة، فالمملكة وقادتها المخلصون كانوا دائماً في دائرة اهتمام الإعلام الأمريكي، ولكن اختلفت مبررات الهجوم، ففي ذلك الوقت كانت أمريكا بحاجة للبترول، وبالتالي سعى إعلامها للنيل من بلادنا، وهذا ما دفع الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وكان وقتها ولياً للعهد (أي في عام 1400هـ) للتعبير عن استيائه الشديد من الحملات التي تتعرض لها المملكة من بعض وسائل الإعلام الأمريكية وقال في حديث نشرته مجلة الحوادث اللبنانية «إننا لن نقبل أن تكون صداقتنا مع أمريكا من جانب واحد، فلسنا مرغمين على صداقتهم والأبواب أمامنا كثيرة ومشرعة في شتى المجالات».
وها نحن اليوم نرى كيف عادت بعض الوسائل الإعلامية الأمريكية تمارس عملية الاغتصاب النفسي لمتابعي الإعلام الأمريكي والغربي عامة، ليس من جهة اللوبي الصهيوني فقط إنما بجهد لوبي آخر، أنشأته إيران لخدمة أغراضها المعروفة، ومن مساوئ الصدف، هو توحد اللوبيين الإسرائيلي والإيراني باطناً وظاهراً لأداء نفس المهمة وهي الإساءة لسمعة المملكة وذلك تحت دعاوى مختلفة، ولكن بفضل الله استطاعت المملكة بحكمة قادتها تجاوز كل تلك المصاعب، حتى وصلنا لهذه المرحلة التي تتطلب المزيد من الحراك للتواصل مع الأوساط الأمريكية المختلفة وخاصة بعد انتخاب «ترمب» رئيساً.. فالساحة الإعلامية الأمريكية متاحة لمن يتحرك داخلها وبلا قيود، وكما قال الدكتور محمد مهدي: الأسماع الأمريكية ليست صماء! فلتسمع أصواتنا! والمقصود بالأصوات هنا هو العمل الممنهج والمدعوم فكريا وماديا لمواجهة ما تفعله الجهات المضادة لنا.
ولنفعل كما فعلت إيران حين خصصت حكومتها ميزانية سنوية ضخمة للدعاية لها في الأوساط الإعلامية والسياسية في أمريكا وبعض الدول الأوروبية، وحسب صحيفة البيان الإماراتية، قدرت هذه الميزانية بأكثر من مليار دولار! انفقت وما تزال تنفق على تلك الوسائل وعلى بعض الإعلاميين عرب وعجم ليدافعوا عنها، وليهاجموا بلادنا، ويستغلوا أي حدث مهما كان تافهاً ورد في الأخبار المحلية لتضخيمه وبثه مباشرة أو على شبكة الإنترنت ليبقى تحت رحمة وسائط التواصل الاجتماعي فترة طويلة.. ومن يتابع القنوات التلفزيونية الأمريكية أو الغربية الناطقة بالعربية، يلاحظ المسار المترصد ببلادنا، فالخطة مكشوفة واللعب على وتر تهمة دعم الإرهاب لـتأليب الرأي العام الأمريكي وكسب قياداته.
في ضوء هذا الواقع وما يحاك في الخفاء أو يبرز للعيان من خطط تسيء للمملكة خاصة وللمسلمين عامة، يأمل الكثيرون أن تعاود المملكة نشاطها هناك، ولنتذكر ما حققت من نجاحات عندما كان الأمير بندر بن سلطان سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في أمريكا في الثمانينيات الميلادية، فبجهوده ودعم القيادة الرشيدة أنجزت المملكة صفقات مهمة ووثقت علاقاتها المتميزة بقادة أمريكا التشريعين والتنفيذيين على السواء.
وقال الدكتور محمد مهدي جملة أستعيرها لعنوان هذا المقال «الأسماع الأمريكية ليست صماء! فلتسمع أصواتنا!» كما تحدث عن كيفية التواصل مع قادة أمريكا وشعبها وقدم نصائح مفيدة، وطالب ألا نتوانى عن قرع الطبول في الإعلام الأمريكي، فبالمال والرجال تتحقق المعجزات، وكفرد أمريكي من أصل عربي اجتهد في جمعية العلاقات العربية الأمريكية، وأصدر مؤلفات أبرزها كتابه «شعب تحت القيد» ويقصد به الشعب الأمريكي الذي تخضع إدارته ومؤسساته التشريعية والإعلامية للتأثير الصهيوني وذلك رداً على كتاب لمؤلف أمريكي يناصب العرب العداء عنوانه «شعب من الغنم».
ومعايشة لواقع اليوم وكثرة أساليب التحايل ووسائط الاتصال الجماهيري الحديثة عادت بي الذاكرة إلى ذلك الحوار، وقلت في نفسي: ما أشبه الليلة بالبارحة، فالمملكة وقادتها المخلصون كانوا دائماً في دائرة اهتمام الإعلام الأمريكي، ولكن اختلفت مبررات الهجوم، ففي ذلك الوقت كانت أمريكا بحاجة للبترول، وبالتالي سعى إعلامها للنيل من بلادنا، وهذا ما دفع الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وكان وقتها ولياً للعهد (أي في عام 1400هـ) للتعبير عن استيائه الشديد من الحملات التي تتعرض لها المملكة من بعض وسائل الإعلام الأمريكية وقال في حديث نشرته مجلة الحوادث اللبنانية «إننا لن نقبل أن تكون صداقتنا مع أمريكا من جانب واحد، فلسنا مرغمين على صداقتهم والأبواب أمامنا كثيرة ومشرعة في شتى المجالات».
وها نحن اليوم نرى كيف عادت بعض الوسائل الإعلامية الأمريكية تمارس عملية الاغتصاب النفسي لمتابعي الإعلام الأمريكي والغربي عامة، ليس من جهة اللوبي الصهيوني فقط إنما بجهد لوبي آخر، أنشأته إيران لخدمة أغراضها المعروفة، ومن مساوئ الصدف، هو توحد اللوبيين الإسرائيلي والإيراني باطناً وظاهراً لأداء نفس المهمة وهي الإساءة لسمعة المملكة وذلك تحت دعاوى مختلفة، ولكن بفضل الله استطاعت المملكة بحكمة قادتها تجاوز كل تلك المصاعب، حتى وصلنا لهذه المرحلة التي تتطلب المزيد من الحراك للتواصل مع الأوساط الأمريكية المختلفة وخاصة بعد انتخاب «ترمب» رئيساً.. فالساحة الإعلامية الأمريكية متاحة لمن يتحرك داخلها وبلا قيود، وكما قال الدكتور محمد مهدي: الأسماع الأمريكية ليست صماء! فلتسمع أصواتنا! والمقصود بالأصوات هنا هو العمل الممنهج والمدعوم فكريا وماديا لمواجهة ما تفعله الجهات المضادة لنا.
ولنفعل كما فعلت إيران حين خصصت حكومتها ميزانية سنوية ضخمة للدعاية لها في الأوساط الإعلامية والسياسية في أمريكا وبعض الدول الأوروبية، وحسب صحيفة البيان الإماراتية، قدرت هذه الميزانية بأكثر من مليار دولار! انفقت وما تزال تنفق على تلك الوسائل وعلى بعض الإعلاميين عرب وعجم ليدافعوا عنها، وليهاجموا بلادنا، ويستغلوا أي حدث مهما كان تافهاً ورد في الأخبار المحلية لتضخيمه وبثه مباشرة أو على شبكة الإنترنت ليبقى تحت رحمة وسائط التواصل الاجتماعي فترة طويلة.. ومن يتابع القنوات التلفزيونية الأمريكية أو الغربية الناطقة بالعربية، يلاحظ المسار المترصد ببلادنا، فالخطة مكشوفة واللعب على وتر تهمة دعم الإرهاب لـتأليب الرأي العام الأمريكي وكسب قياداته.
في ضوء هذا الواقع وما يحاك في الخفاء أو يبرز للعيان من خطط تسيء للمملكة خاصة وللمسلمين عامة، يأمل الكثيرون أن تعاود المملكة نشاطها هناك، ولنتذكر ما حققت من نجاحات عندما كان الأمير بندر بن سلطان سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في أمريكا في الثمانينيات الميلادية، فبجهوده ودعم القيادة الرشيدة أنجزت المملكة صفقات مهمة ووثقت علاقاتها المتميزة بقادة أمريكا التشريعين والتنفيذيين على السواء.